كتب : محسن العدل
في هذا الزمن الصعب بمتغيراته في الفكر وفقدان الهوية تدريجيًّا وبأدواته من خلال الثورة المعرفية والانفجار المعلوماتي وإنتشار وسائل الأنفصال والأنفصام الإجتماعي والتطور الهائل في التكنولوجيا ودخول عالم التطبيقات الالكترونية في كل مناحي الحياة والذكاء الصناعي البديل القادم لمعظم الوظائف وضياع معظم القيم والمبادئ ، عليك أن تتقبل حقيقة أنه لن يفتقدك أحد أبدًا ،
وذات يومٍ ستقرر فُراق البعْض،ومحْو البعض ولنْ تواجه أحداً بأخطائِه ، ولن تعاتب أحداً على تقصيره ، فالجميع يدرك ما يفعله جيداً حتّى وإن إدعى التوددّ ، ومهما كنت تأسف دائمًا على أفعال الآخرين و تحرص كل الحرص على أن لا تجرحهم أو تتسبب فى إيذائهم ولو بكلمةٍ ، لترتقي بفكرك وتدرك بوعي كامل حقيقة ما يدور حولك ثم تعمل علي التغيير الداخلي الذاتي ومن ثم تترك أثرك وبصمتك بين الناس ، تنفيذًا لأمر الله الذي استخلفكَ في الأرضِ لعمارتها .
كيف يكون ذلك ؟ هل تعمل كما أمرك المولى عز وجل ورسوله ؟ هل تؤدي ما عليك تجاه دِينك وتعمل به ؟ هل تجتهد في طلب العلم الشرعي والدنيوي ؟ هل تعامل الناس معاملة حسنة كما أمرك الله ؟ هل قرأت تاريخك لتعرفه وتستفيد منه ثم تحللُه وتستنتج الصح من الخطأ ؟وهل وهل ….؟ أم أنت تحيا في هذه الدنياحسب أهوائِك وإدعائِك للمعرفة بالكلام وليس الفعل ….!!!،
الأمر بسيط عليك أن تقرأ لتغذي عقلك وتتسع مدارك ولا تنسى أنك من أمة أقرأ ، لتتحول من فكر الكلام إلى فكر العمل والإنتاج لتكون ذَا قيمة وقامة في المجتمع ، فليس إمتلاك المعرفة كاف ليكون لك أثرا ً في الحياة ،
بل يجب عليك إمتلاك المهارة في إنجاز ما تعرف من خلال إسلوبك وطريقتك في إنجاز الأعمال ، لذلك أطالبك بأن تنهل من المعرفة وتترجمها بتدريب نفسك علي مهارات استخدام المعرفة بإسلوب راقٍ يدل علي حبك للناس وحب الخير لهم لتحقق رسالتك في الحياة التي خُلقت من أجلها وتكفً عن استخدام الكاميرا الخفية التي تحملها في عيونك وفكرك لتنظر علي أخطاء وعيوب الآخرين دون النظر إلى نفسك أولا،
الساحة مفتوحة للجميع والأرض أرض الله ، اجتهد قدر المستطاع وإثبت ذاتك وضع أثرك وبصمتك دون التفتيش فيما مضى وأنظر للمستقبل وكن إيجابي .
دمت بخير …. ودامت مصر بك كمبدع بفكرك ومنجز بأفعالك .