بقلم / دينا عبدالقادر الحلو
تعرفت عليه في المرحلة الجامعية، ومنذ اليوم الأول الذي التحقت فيه بالكلية ،وقد انجذبت لوسامته الشديدة ولحديثه العذب وثقافته الملحوظة
كان رئيسًا لاتحاد الطلاب؛ وممثلًا لأسر طلابية كثيرة ؛ وكان مسؤولًا عن الأنشطة الطلابية، والرحلات الجامعية، والفرق المسرحية-كان شعلة من النشاط تشع من عينيه الحيوية ،وتلمع بالذكاء، ويتقد بعنفوان الشباب، أينما يحل يصنع البهجة
وأينما يكون يتجمع من حوله الطلاب والطالبات ، وكان نموذجًا للشاب الذي تحلم به أي فتاة رومانسية – تلك الفتاة التي تحلم بفتى الاحلام المثقف ،الوسيم ،طويل القامة، ممشوق القوام- عريض المنكبين، فارع الطويل ، جميل المحيا (شلولح)
وكان بالفعل محط اعجاب جميع الطالبات ؛لذا لم تتمالك نفسها من الفرحة والسعادة عندما علمت أنه يكن لها نفس مشاعر الحب والإعجاب؛ اتفقا معًا على الارتباط، وتعاهدا سويًا على الحب والاخلاص، وأخذ عليها عهدًا وموثقًا بألا ترتبط بأي شاب غيره ؛ ووعدته بأن تنتظره لحين التخرج ،وبالفعل تخرجا الاثنان سويًا في الكلية ،ثم تم تجنيده بالجيش أربعة عشر شهرًا ،وانتظرته حتى ينتهى من فترة التجنيد ويتقدم لوالدها لخطبتها ؛ أنهى فترة التجنيد، وجاء لمقابلتها، وأخبرها انه لا يستطيع التقدم لها الآن حتى يجد عملًا مناسبًا أولا ليتمكن من ادخار المال اللازم لشراء الشبكة وافقته الرأي وسعت له عند أقاربها وصديقاتها وتم ترشيحه وقبوله بالفعل في وظيفة مناسبة لدى أحد معارفها
فطلبت منه أن يتقدم لخطبتها فالوقت يمضي وهى ترفض عرسان وخطاب كثيرين يطرقون باب والدها ولم يعد لديها حجة أو ذريعة لتتذرع بها أمام والدها!! أخبرها أنه يجب أن يدخر راتبه لكى يساعد والده في تزويج شقيقته الصغرى، وبعدها سوف يتقدم لها على الفور! صدقته والتمست له العذر، فلقد كانت تتيم به حبًا ولا يسعها إلا الانتظار !ومضت السنوات سريعة! سنة وراء سنة، وفي هذه الأثناء قررت أن تكمل دراساتها العليا لكى يكون لديها مبررًا قويًا أمام والديها تستطيع من خلاله أن ترفض أي عريس والتذرع بالدراسة والعلم ،وقرر حبيبها السفر إلى بلد عربي بعد أن وعدها أنه سيتقدم لها عقب قضاء سنوات قليلة في الخليج ،يستطيع في خلالها أن يدخر ثمن الشقة لأنه لا يمتلك مسكنًا للزواج ويخشى رفض والدها لعدم وجود شقة ؛ لم تستطع إلا الموافقة أمام حبها العظيم له؛ وخلال هذه السنوات حصلت على درجة الماجستير ثم درجة الدكتوراة وهى لاتزال في انتظاره! عاد إلى مصر اخيرًا بعد سنوات طويلة – سنوات عجاف مرت ثقيلة طويلة عليها!، وقد كانت قاربت على الثلاثين من العمر ،وعندما طلبت منه أن يفي بوعده ويتقدم لها، أخبرها أن عائلته ترفض هذا الارتباط!!، لأنها على مشارف الثلاثين!! ،ووالدته تريد فتاة لا تزيد عن عمر العشرين حتى تكون فرص الانجاب لديها أكثر! وبالفعل خطبت له ابنة خالته!!!!!! كانت صدمة قوية شديدة لم تستطع تحملها -فسقطت مغشيًا عليها من هول ما حدث لها وما لم تكن تتخيل ابدا لها أن يحدث من حبيبها !! ونقلت الي المستشفى وظلت تخضع لعلاج نفسي طويل لتخطى الصدمة التي سببها لها هذا المخادع النذل الذي ضحت بحياتها وبأجمل سنوات عمرها من أجله-!! والتي ظلت تنتظره أيام وشهور وسنوات طويلة تحلم كل ليلة كيف سيكون عش الزوجية! وترسم في مخيلتها كيف سيكون حفل الزفاف، وفستان الفرح ومكان شهر العسل !! ولكن ما حدث لم يكن أبدا في الحسبان!! ولم يكن يتخيله بشر! البعض كانوا يحذرونها منه!! ولكنها لم تكن تصدقهم ابدًا ! صديقاتها كلهن تزوجن وأنجبن: الواحدة تلو الاخرى وكذلك معظم أقاربها! ولكنها لم تكن تعير ذلك اهتمامها!! كانت حافظة للعهد وصائنة للود ومخلصة للحب الذي تخيلت أنه لم ولن يذهب سدى!
ولكنها للأسف، كانت تعيش في كذبة كبيرة ووهم وسراب!!!
ما أصعب التضحية لمن لا يستحق!!
نداء الى كل فتاة تنتظر!!!
أفيقي قبل فوات الاوان!!!
الجميع يعرفون معنى التضحية،
لكن هناك من يضحي لك،
وهناك من يضحي بك.!