بقلم ا.د. محمد صالح الإمام
أستاذ علم النفس ومستشار وزير التربية والتعليم الأسبق للتربية الخاصة
لقد أصبح من أهمية بمكان تعليم الأطفال كيفية التعامل مع حالات التعرض للأذى من منطلق لتسألن يومئذ عن النعيم ، لذا ينبغي :
– تربية الأطفال على فهم حدود أجسادهم والتمييز بين التصرفات الصحيحة والخاطئة.
– تذكير أطفالنا بأن أجسامنا نعمة من نعم الله علينا
– توضيح التكريم الرباني لبني ادم .
– الوعي بأن جسم الإنسان إعجاز لا تدركه العقول .
هذا في ضوء توفير البيئات الآمنة واستيعاب مفاهيم التوافق والتواصل والتفاعل الاجتماعي وتعليم الطفل بأن له مساحته الشخصية، وتجنب التصرفات السلبية وتعليمهم بأن مش كل التصرفات تعتبر سلبية وفيها أذي .
*لازم يعرف يعني إيه الأذي وانواعه*
مفهوم الأذى الجسدي: هو اللمس المقصود من أشخاص آخرين في مناطق معينة، ونعرف جيدًا، السياق الذي يتم فيه السلوك ، وهذا يحدّد رد الفعل
التصرف : إذا حصل أذي وكان فيه أشخاص موجودين، يطلب منهم المساعدة، أما إذا كان الأذي بشكل منفرد، والطرف الآخر لديه صلاحيات وقوة، فيُعتبر اعتداء يدخل في سياق حماية الطفل من المخاطر المختلفة
و من المهم تعليم الطفل كيفية التعامل مع مثل هذه المواقف بحذر وذكاء
أعطِ الطفل الحلول المتاحة للتصرف الصحيح في المواقف
لا تتركه في مكان قد يعرضه للمخاطر
ابتعد عن الأشخاص الأقوياء
لا تقبل هدايا مثل الحلويات أو الألعاب التي قد تُستغل للابتزاز أو الأذي ايا كان نوعه.
باختصار : *انتبه الي أمان الأماكن التي من الممكن ان يصدر فيها سلوك مؤذي
وبالمفهوم العام احرص علي ألا تبقى قريب من شخص قوي، أو إنك تقبل حاجة من حد كبير ما ينفعش إنك تقبلها منه، زي إنه يجيب لك حلويات، يجيب لك مصّاصات، يجيب لك شيبسيهات.. أو إنك تروح مع أي حد في مكان بعيدًا عن أنظار الناس، ما تقعدش مع حد في مكان لوحدك.
وهنا بقلّل من احتمالية التعرّض للأذي، لأنه أغلب حالات الأذي مش مترتّب لها، ولكن جو المكان وخلوته او ما يشبه مكان مهجور ، يوقد فجور النفس وشيطانها الذي يوسوس للنفس الملهمة بالفجور وتحريك الغريزة وهذا طبيعي للكل إلا من رضي الله عنهم ، وهذه الغريزة الشيطانية تتمكن من السيطرة علي فريستها … وهو في حالة تامة من العمي العقلي! وهذا أمر لاإرادي، لكن مش بالضرورة يكون مقصود ، فأغلب حالات الأذي تحدث في أماكن مهجورة أو خالية من الناس، وإذا قللنا من تلك الظروف، سنقلل احتمالية حدوث تلك الحوادث… وهنا وجب علي خبراء علم النفس والإرشاد النفسي ومصممي المناهج وضع استراتيجيات قيمية وبصياغات جمالية جاذبة ومحببة من خلال :
# تعليم الطفل أن جسمه له حدود، وأنه لا يجب أن يسمح لأحد بلمسه في أماكن معينة
# اختيار الأصدقاء
# معايشة الطفل في كل أوقاته حتي في العابه
# حتمية خلق الحوارات والقصص الأخلاقية
# خلق بيئة أمان واعطاؤه الحرية لتعليم الاستقلالية تجنبا من الاعتمادية المباشرة
هذه خطوات مهمة نحو حماية الطفل من أي أذى قد يتعرض له ، وان يعي نعم الله ويصونها ، وننطلق من تفسير ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ..