عندما تستهدف الأوطان يكون الحياد وقتها خيانة للوطن

بقلم / النائب السيد حجازي

لم يعد خافيا على احد ما تتعرض له مصر من استهداف ظهر جليا خلال السنوات القليلة الماضية و باتت عمليات الاستهداف لمصر تتأرجح صعودا و هبوطا من خلال ارتباطها بحالات الاستقرار التي تعيشها البلاد فكلما اتجهت البلاد نحو حالة من الهدوء و الاستقرار و ارتفعت مؤشرات النماء الاقتصادي – حتى و إن كان غير ملموس – ارتفعت معه معدلات استهداف البلاد لسحب الشارع المصري للدخول في حالة من عدم الاستقرار مقرونه بانعدام الرضاء .

فقد عانى الشارع المصري خلال السنوات القليلة الماضية من تبعات عمليات إصلاح الاقتصاد المصري و هو الملف الذي ظل ممنوع على احد الاقتراب منه طيلة اكثر من أربعون عاما منذ ان سعى الرئيس الراحل” انور السادات ” البدء في التحول للسوق المفتوح و انتهى الامر عند احداث 1977 و التي اطلق عليا البعض انتفاضة الخبز فيما اسماها السادات انتفاضة الحرامية .

و منذ 1977 حتى الاعوام الاربعة الماضية لم يجرؤ احد لإعادة فتح هذا الملف مره اخرى و تعاملت الحكومات المتعاقبة منذ ذلك التاريخ عبر ترقيع ثوب الاقتصاد المصري باستخدام مسكنات المعونات الاجنبية دون سعي حقيق لعلاج الامر بشكل حقيقي.

و ما ان بدء الشعب المصري مؤخرا متقبلا لفكره الاصلاح الاقتصادي معلنا الوقوف خلف قيادته السياسية متحملا كافة تبعات عملية الاصلاح فالكل اعلى مصلحة الوطن على مصالحة الشخصية و ما انت اتضحت الصورة من ان الشعب المصري تكاتف مع بعضه البعض بكل اطيافه و فئاته مقرر ان مصر اولا حتى بدأت ترتفع معها حالة الاستهداف للدولة المصرية بشكل كبير تارة عبر عمليات ارهابية متكررة في سيناء او غيرها من المحافظات و المدن المصرية الا ان الامر جاء بنتائج مغايره لما كان مخططا له فزاد تماسك الشعب المصري و توحد خلف جنوده من رجال الجيش و الشرطة.

و تارة اخرى  عبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي  لمحاولة الوقيعة بين الشعب و القيادة السياسية المنتخبة .و هو الأمر الذي قد انساق البعض فيه بحسن نية – نظرا لما يعانيه من أثار تحديد معدلات انفاق الدولة على الدعم – دون ان يدري بحقيقة الامر و الاغراض الخفية وراءه .

اضف الي هذا افتقاد الاعلام المصري – الا القليل منهم – للقدرة على التعامل مع الامر و ايضاح الصورة كاملة للمواطنين أضف الي هذا الي حالة الوهن التي تعاني منها اغلب الاحزاب السياسية – حتى الاحزاب العريقة منها – و التي افقدتها قدرتها على التواصل مع الشارع او تقديم رؤية سياسية سواء مؤيدة او معارضة تستطيع معها لعب دورها الحقيقي .

وهو الامر الذي ترك المواطن المصري و خاصة الشباب منهم فريسه لاي ما يبث على وسائل التواصل الاجتماعي او قنوات اعلامية معادية للدولة المصرية .

اخيرا لا يمكن لنا ازاء كل ما اتضح لنا في الايام القليلة الاخيرة من محاولات للدفع بالبلاد الي دائرة الفوضى مره اخرى ان نقف صامتين و  لا نعبر عن رفضنا لكافة تلك  المحاولات الخبيثة التي تستهدف الحيلولة دون استكمالنا لبرنامج الاصلاح الاقتصادي  وهو ما سيؤدي الي تدمير كل ما سبق و ان تم انجازه و سيضيع معه كل ما تحملناه من صعاب لتخطي المرحلة الماضية ، فهناك من يسعى الي عدم تمكن الشعب المصري من حصاد ثمار تعبه و جهده و تحمله الصعاب.

فالفارق كبير ما بين المعارضة و المناقشة و الاختلاف في وجهات النظر  بهدف البناء و بين من يسعى الي الهدف و الدفع بنا الي دوائر الفوضى ثانية . ولا يجدر بنا البقاء صامتين ازاء ما يحدث بالبلاد و لا يمكن ان ندعى اننا على الحياد من الامر فعندما تستهدف الاوطان يكون الحياد خيانه

Related posts

“الوعي” لحماية أطفالنا من التعرض للأذي!!

زنون” رئيس بنك الأفكار المصري يقترح نظام إنتخابي جديد يوفر المليارات للدولة ويحقق الشفافية

حزب الجيل الديمقراطي يدشن برنامجًا لتأهيل النواب الجدد إستعدادا للإنتخابات