كتب .. السيد حجازى
ظللت عدة أيام لا أصدق ماتناقلته وسائل التواصل الاجتماعى بأن وزيرة الصحة أصدرت قرارا إلى جميع المستشفيات المصرية بإذاعة النشيد الوطنى وقسم الأطباء يوميا بها فى الثامنة صباحا، مع دخول الأطباء والموظفين لأداء عملهم .
إلى أن سمعت تصريحا صوتيا للمتحدث الرسمى للوزارة يشرح فيه أهمية إذاعة النشيد الوطنى وقسم الأطباء وسمعت تبريرا عبيطا لهذا القرار، بأنه يساعد على العمل والانتماء الوطنى .
وتعجبت من أن هذه ليست ثكنة أو موقع عسكرى يستعد للقتال بعد قليل ، وتأكدت من ذلك أن قيادة الوزارة تعيش على العبط والفراغ الفكرى، غائبة عن الرؤية المستقبلية بعد اختلاق وظيفة ونشاط وهمى يشتت العاملين بالمستشفيات عن العمل الصحى إلى شئ ليس له علاقة بعملهم الذى يحتاج الهدوء التام مع مرضى بين عمليات وعذاب .
أقول صراحة ومن خلال خبرتى: إن رئيس العمل الذى يلتفت لعمل غير عمله ويشغل به العاملين معه ، أو يتكلم عن مجال لا علاقة له بالعمل ،من المؤكد أنه ليس لديه أى رؤية فى أى شئ، بل إنه يغطى الجهل الفادح الذى يعانيه ، فلا تخطيط ولا رؤية ولا خطة، ليخرج المرضى والأطباء لتحية العلم، لأن النشيد الوطنى لا يصلح دون وجود علم
..إننى اتعجب من كيفية اختيار هذه الوزيرة التى لو انشغلت بعملها وأعبائها لن تجد وقتا لهذا القرار العبيط والذى كشف شخصية فاضية تماما، لا تصلح لأى عمل .
ويبقى السؤال الملح: من هذا العبقرى الذى اختارها لتشتيت أو لتدمير العمل الطبى والوطنى معا ؟